جمل اعلامية غير بريئة صدرت حول بيان العسكريين الاردنيين


وفاء عبد الكريم الزاغة
جمل اعلامية غير بريئة صدرت حول بيان العسكريين الاردنيين وفاء عبد الكريم الزاغة الاردن – خلال اليومين الماضيين طالعت بعض الاراء والتحليلات الاعلامية المرئية والمكتوبة . حول بيان العسكريين الاردنيين فاستوقفني بعض النتائج والجمل والعناوين العريضة بدون ذكر مصدرها في الاعلام العربي . ما كتب بشكل عنوان عمق أزمة الهوية الأردنية. عنوان غريب بالاستنتاج فكيف استخلص هذه النتيجة ( أعمق ) مما يشير بطريقة ما الى درجة عالية من المشكلة وهذا يخالف الحقيقة وارض الواقع ثانيا: هل قامت دراسات علمية واصدرت هذه النتائج . ام هو رأي شخصي وغير مهني . او رأي ناقص للتفكير الفعال القائم على البحث العلمي فاين الارقام واين المقارنات في الازمنة لنعرف انها عميقة . ثالثا : ماهي الهوية الاردنية التي اعتمد عليها هذا العنوان وكيف تأكد من أزمتها فالحجة واهية مادام لا يوجد تعريف محدد فلا تقاس النتائج العبثية . قل هاتوا برهانكم ؟؟؟ كما اشارت بعض الصحف والاخبار الى هذه الجملة : كما تحدث البيان عن نجاح المخطط الإسرائيلي في تحويل الأردن إلى وطن بديل للفلسطينيين. مرة اخرى يصدر الخطأ من جديد فبمجرد كلمة نجاح يعتقد القاريء غير المدقق بالاحداث او غير المتابع للتفاصيل لانشغاله بهموم العيش وغيره انه فعلا اسرائيل نجحت وطبقت ما تريد . واصبح امر واقع ان الاردن الان وطنا بديل ؟؟؟ وهنا يظهر الخطأ فأين البراهين لهذا النجاح واين الدلالات الواقعية ولماذا الشعب الاردني بكل اطيافه رافض لهذه الفكرة . نعم ان الكلمة وضعت اعلاميا كنتيجة واختفى السبب وهذا علميا مرفوض واجتماعيا تقصير ودينيا افتراء . واعلاميا قد يكون مقصود او غير مقصود او غير بريء ولذا التصويب واجب : لم تنجح اسرائيل في تحويل الاردن الى وطن بديل والحقيقة الى الان هي تحلم وتحاول بخلق الواقع الجديد الذي يخطط للتوطين يؤدي الى تخفيف التناقض الحاد في المنطقة وبالتالي يعكس تعميق جذور الأمر للواقع الأسرائيلي الذي يخطط له . وعودة مرة اخرى لمفهوم الهوية الذي حاول البعض اختزاله او تضييقه هو شخص اعلاميا لم يستخدم الا نظارته الخاصة والاقرب للواقع ان الهوية الاردنية المميزة والمتطورة تاريخيا وعربيا واسلامياهي : الهوية الأردنية مركبة ولها مميزات مهمة منها أنها شديدة المرونة وتستقبل عناصر جديدة وتهضمها، وهي مركبة تجمع بين الانتماء للعشيرة والوطن، وذات بعد عروبي يؤكد ذلك تفاعل الأردن مع كل القضايا التي حوله وأهمها الفلسطينية. ولكن هذه الهوية لا يفرض عليها وطن بديل ولا هي محطة لترحيل ازمات اسرائيل ومن وراءها في هذا المخطط عربا كانوا ام غربا . ولا هي اطلس لتقسيم سكاني جديد . لذا اي جانب من الاعلام وغيره الذي ينادي بالتوطين في الاردن اويضع النتائج جزافا ينظر اليه بعين الريبة والشك ؟؟؟ اينما كان ومن كان ؟؟؟ لإنه يخدم المشروع الصهيوني وليس الأجندة الإردنية العربية وخاصة ان نشأة الفكرة ولدت من أحضان صهيونية إسرائيلية. ويخلق بلبلة في الفكر والصفوف العربية . وقد يصدر الى الخارج بشكل اعلامي خالي من الدراسات العميقة العلمية وخالي من التمحيص والتدقيق . وخاصة ان الاشاعة بتكرارها تاخذ عند البعض شكل الحقيقة . وهذا يقودني لمن قال بالإزمة الى مظهر يؤكد وحدة الصف الاردني ويؤكد مفهوم المواطنة الصالحة التي يظلها القانون ويوازنها ويحصنها الحس الأمني . فمن مظاهر المواطنة الصالحة الحقيقية هي العملية التكاملية التي تتطلب تضافر الجهود والتعاون البناء فيما بين المواطن والمسؤول ورجل الأمن فمن متطلباتها رفع الحس الأمني وتنمية الشعور بالإنتماء وغرسها بصورة جيدة في الناشئة والاجيال الصاعدة . ويعكسهاالحس التعاوني المجتمعي فالأردنيين يعيشون حالة طيبة ومميزة من الوحدة الوطنية رغم الصعوبات الاقتصادية التي تواجه كل العالم وليس الاردن وحدها والارقام عن خسائر الدول الكبيرة اكبر مؤشر لنعرف ان الازمة تنال المجتمعات العالمية والدولية . اما بالنسبة لمنع قيام الدولة الفلسطينية فهذا ثمار اوسلو والثنائيات التي غيبت قرار الشعب الفلطسيني وقرار المنظمة فكانت الطاولة بين اسرائيل والسلطة فقط . وايضا اسرائيل هي بامتياز لاعبة في كريات النار ورميها لمن تشاء وحيث تشاء ولكن لا تعرف ان الماء يطفيء كرياتها فلا تصدر الينا مشاكلها وتبدا اعلاميا بهذه الطريقة ومن يدور في فلكها . كذلك من اهافها اعلاميا ومن يدور في فلكها : ان تعطي مبررا امام الراي العام للتأييد الذي ستحاول اسرائيل كسبه من الدول التي تشبه المظلة الراعية لها . والتاريخ يشهد لها بهذا. ومن التاريخ نحدد مانريد ايضا نحن بالاردن كلنا كالانصار والمهاجرين على من يريد التفريق بيننا نحن بالاردن كلنا اشجار وفروع اختلفت اشكالها وثمارها انما تربتها واحدة ارض الاردن الصلبة نحن في الاردن نقف امام اي اعلام وبرامج تجرف النفوس والفكر الى عقدة الصهيونية ونقص الاسرائيلية عندما كانت تبحث عن وطن بديل لها في اوغندا وغيرها نحن في الاردن صوت واحد وهدف واحد وبرنامج واحد لا خيار فيه ولا استبدال عنه لالالالالا وطن بديل. هذا الاختبار الاعلامي وراءه رجال يعرفون كيف يكتبون ويتحدثون ويعضون على الجراح فالسياسية علم الاحتمالات اما الكرامة والوطن ثابت وجداني راسخ . هنا في الاردن الاردنيين العرب الذين احبهم الرسول صلى الله عليه وسلم ورغبنا بحب العرب لان كلام الجنة عربي والقرآن بلسان عربي مبين وهو من العرب بارك الله في عروبته ونوره . هو الذي علمنا الايمان يدفع الى النور وليس النار . وسبقه المسيح عليه السلام بان نكون كملح الارض . بدونه الارض تتعفن وتنحل . ربما اتينا في زمان الإختلاف في هذا العالم ولذا نشد وندعم رجال الاتفاق ربما اتينا في زمان الحروب ولذا نتكاتف مع رجال السلام ربما اتينا في زمان الدموع ولذا نقف مع من يغسلها ويضمد الجراح. فالإسرة الاردنية مصرة على الاتفاق والسلام بينها ومصرة على المواطنة الصالحة فمن اراد صوتا واعلام للمخطط اليهودي فليذهب الى بيته العنكبوتي الواهن الذي يفترس نفسه . وكلنا تحت مظلة ابي الحسين لواءا . الغالي على القلوب رعاه الله وحفظه . وتحت القيادة الهاشمية الحكيمة . واخيرا اذكر وأؤمن بمناخ الأ وهو : مناخ المواطنة الصالحة : فإطار المواطنة في المنظور الحضاري، يقوم على مفهوم الجماعات الحرة والمتوافقة والمتعايشة بالتراضي والوئام والشراكة. والتجارب السياسية في العديد من المناطق والمجالات الحضارية، أثبتت أن دحر الخصوصيات الذاتية او الجماعات الفرعية لصالح الإطار العام، لا يفضي الى وحدة ومواطنة سليمة، بل تدفع محاولات الاقصاء والدحر الى تشبث كل جماعة بذاتها وخصوصياتها وتنعزل نفسياً وشعورياً وثقافياً عن الجماعات الاخرى. فليس من شروط المواطنة الاتفاق في الرأي او الاشتراك في الدين او المذهب او القومية. ان مفهوم المواطنة يستوعب كل هذه التعدديات والتنوعات، ويجعل المناخ السياسي والثقافي والاجتماعي مؤاتياً لكي تمارس كل هذه التعدديات دورها ووظيفتها الحضارية والوطنية في اثراء الواقع الوطني ومده بأسباب الاستقرار والانسجام الاجتماعي . وإحترام التعددية الثقافية و الفكرية التي تعكس ثقافة الحوار والإنفتاح على الآخرين وتبادل الثقافات كجسور للمعرفة والتواصل . كمحور يتصل بالمواطنة الصالحة فلا تذوب كالسكر في كاس الماء , ولاتتصلب كالثلج في قولبه . الكاتبة وفاء عبد الكريم الزاغة من ارض الرباط الاردن .

أضف تعليق