رغم أنف حادثة البقعة .. (ضفتا القلب) بخير

r jo

ابراهيم قبيلات

رغم علامات القلق الشعبي التي كشفتها عملية البقعة حول متانة (الوحدة الوطنية) إثر زعيق بعضنا بما يعيب، إلا أن العملية نفسها أظهرت تماسكا يدعو للاطمئنان بأن فينا عقلاء كثر، لا يسمحون لحاجز النيران أن تحرق أصابعنا.

نعم، سمعنا خلال الأيام الماضية كلاما نخجل من إعادته، لكن بالمقابل سمعنا كلاما من “ضفتي القلب” يؤكد باننا بخير.

لن نجرؤ على التمني أن لسان الشيطان سيزول، واننا لن نعود لسماعه مرة أخرى، لكننا نجرؤ وبثقة لنقول إن بيننا ضمانات بشرية، تشّكل صمام أمان وتحول دون احتراق المجتمع بنيران العنصرية.

هو مكتب مخابرات لواء “عين الباشا” الذي وقع فيه ما أبكانا جميعا، فما علاقة المخيم به!

محاولات اختراق الانسان فينا لم تخضع فقط لمشهد اطلاق النار على أقدامنا عندما شتم قلة مجتمعا بأسره، وحاول شيطنته، ثم فشل، بل هناك مشاهد أخرى أدمت قلوبنا ولم تسعفنا الادوات لمحاولة صدها، ذلك أنها مشاهد اقتربت من اللسان الرسمي، عندما وضع التلفزيون الرسمي والدا مكلوما ليس لظرف ابنه، بل لان ابنه فعل ما فعله.

وضعناه أمام الكاميرا وجعلناه يبكي دما على ما اقترف ابنه المتهم. ودفع فواتير اخطاء غيره، حتى وإن كان ابنه، في مخالفة لابجديات الدولة القانونية التي ننشد بل والعرف الاجتماعي الذي ندين.

ليست القصة فقط في “لا تزر وازرة وزر أخرى” بل في حالة الارتباك الرسمي التي ظهرت في أوجها خلال الأيام الماضية.

كنا ننتظر الحقائق والبيانات والمعلومات لنتمكن جميعا من بلورة موقف وطني يعزز أمن الدولة أولا والمجتمع ثانيا. لكن استعاض الخطاب الرسمي عن ذلك باستدعائه خطابا مسرحيا فقيرا ومشوها ومؤلما، في محاولة لتغطية فشله، فاقترف خطيئة حاول فيها تهدئة الشارع، لكنه “بدل من تكحيل العين عورها”.

كان يكفي الخطاب الرسمي التأكيد على أن المجتمع – كل المجتمع – متماسك أمام هذه الفعلة الشنيعة. وكان يكفيه أيضا وضع المعلومات على طاولة المجتمع ليضمن وقوفه إلى جانبه في إدارة محنتنا جميعا.

هذا يؤكد ضرورة تشكيل خلية (أزمة اجتماعية) تنهض بالمجتمع فور وقوع أحداث تهدد أمنه، من دون أن نترك هوامش كثيرة يضطر معها المواطن البسيط إلى تكملة الفراغ حسب أهوائه ومجريات الشائعات.

أضف تعليق